القيم الإسلامية فى السلوك الاقتصادى
يُوضِح الكاتب أن الحكم الشمولى وتجاهل آمال المجتمعات وأمالها وما يعتمل فى وجدانها من جهه أخرى، يجعل الحكومات وكأنها تعمل وحدها دون مساندة جادة من أفراد المجتمع، أو مشاركة جماهيرية مدركة لخطر التنمية ،ويتصرف الناس وكأن الأمر لا يُعنيهم بل قد يشمت بعضهم فى تردى المسؤولين فى أخطاء، وفشلهم فى الوصول إلى الحلول الصحيحة، وكأن هؤلاء المسؤلين ليسوا هم المسئولين عنهم، أو كأن هذه الحكومات أو أن تلك حكومة أعدائهم. فلابد من معرفة سر تحريك هذه الجماهير، وبعثها ونفض غبار أللامبالاه عنها. إن هذا السر يكمن فى تعاليم الإسلام، فهذه الأمه إيمانها يمتزج بأشواقها ووجدانها وطموحها ، قبل أن يمتزج بلحمها وعظمها ودمها. يُميز المسلمون نفسية خاصة تجعل تطلعاتهم وأشواقهم وعواطفهم وأمزجتهم متشابهة إلى حد كبير، فهذه النفسية تولدت عن الدين، وأن التركيب النفسى للمسلمين مُشكّل بعقل الرسالة المحمدية تشكيلًا عميقًا، فمن العبث أن نلزم الشعوب الإسلامية بفلسفة تغاير تركيبهم الحضارى أو بمعنى أخر تخالف مفاهيم شريعتهم. فإذا كان علينا أن نُحدد نقطة البدء، فيرى الكاتب التركيز على سلوك المستهلك المسلم، سيجد أن المستهلك هو الذى يوجه الإنتاج من جهة ويرشد الإتجار من جهة أخرى، فلو تهذب سلوك المستهلك المسلم وأصبح فى اطار أحكام الشرع لأثر ذلك تلقائيًا فى سلوك المنتج والتاجر
ويوضح الكاتب أن المشكلة الاقتصادية بالنسبة للرأسماليين تتثمل فى “الندره” وعند الإشتراكيين سببُها سوء التوزيع، ولكن فى رأى الكثير من المفكرين الإسلاميين أن المشكلة فى الإنسان نفسه
ويوضح الكاتب أن الاستخلاف يتحقق بالإيمان والعمل الصالح وأن الغرض من الاستخلاف ثلاثة أشياء: عباده الله -عز وجل- وعمارة الأرض وتثميرها.
وعليه يجب أن يكون نشاط المسلم الاقتصادى موجه دائمًا لمرضاه الله تعالى لأن الإيمان يجب أن يكون مقرونًا بالعمل، فهو مظهره فى عالم الشهادة وثمرته فى مهلة الحياة ومالا مظهر له فموهوم، وما لا ثمره له فعقيم
اسم المؤلف : د.احمد يوسف
سنه النشر : 1990
دار النشر : دار الثقافه والنشر والتوزيع