هي تغير يحدث بشكل دوري في المؤشرات الاقتصادية مثل معدل الناتج المحلي الاجمالي والبطالة والتضخم.
وتحدث الدورات الاقتصادية بشكل ظاهر ومؤثر في الاقتصادات التي تتبع نهج السوق الحر أو الاقتصادات الرأسمالية، وتحدث الدورة الاقتصادية على أربعة مراحل هي:
1- مرحلة الانتعاش Recovery
2- مرحلة القمة Peak
3- مرحلة الركود Recession
4- مرحلة القاع Trough
وتختلف مدة كل مرحلة عن الأخرى تبعاً للمعطيات وردود أفعال القوى الاقتصادية الأخرى في الاقتصاد، ويتفق معظم الاقتصاديين على أن مدة الدورة الاقتصادية بداية من نقطة محددة ورجوعاً الى هذه النقطة مرة أخرى قد يتراوح من 3 سنوات الى 10 سنوات.
وإذا بدأنا الدورة الاقتصادية بمرحلة الانتعاش Recovery مثلاً، وفيها يزداد النشاط الاقتصادي ولكن ببطء، ويرافق ذلك انخفاض في معدلات الفائدة، مع زيادة في مستويات الانتاج، ومن ثم يؤدي ذلك الى انخفاض في معدلات البطالة، ويستمر الناتج المحلي الاجمالي في الارتفاع الى أن تصل عوامل الانتاج الى مرحلة التشغيل الكامل، وما يصاحب ذلك من انخفاض في معدلات البطالة لتصل الى الحد الأدنى، ومن ثم يحدث زيادة في الدخول وتحسن عام في مستوى المعيشة مع ثبات معدل التضخم وهي مرحلة القمة Peak ، ونتيجة لزيادة الدخول يرتفع معدل التضخم مع زيادة حجم المعروض السلعي نتيجة طفرة الانتاج التي حدثت آنفاً، مما يؤدي الى تراجع مستويات الانتاج وما يصاحب ذلك من الاستغناء عن جزء من العمالة، ومن ثم ارتفاع في معدل البطالة، وحينها يصل الاقتصاد الى مرحلة الركود Recession، ونتيجة لإرتفاع معدل البطالة وانخفاض الدخول، ينخفض معدل التضخم، ويصاحب ذلك انخفاض في الطلب الكلي وبالتالي انخفاض مستويات الانتاج وبالتالي تراجع الناتج المحلي الاجمالي ومن ثم تراجع في مستوى النشاط الاقتصادي وهي مرحلة القاع Trough. ونتيجة لإنخفاض معدلات الفائدة يزداد المعروض النقدي، ومن ثم يحدث زيادة طفيفة في الطلب، يصاحبها ارتفاع ولكن بوتيرة بطيئة في مستويات الانتاج ومن ثم يرتفع معدل الناتج المحلي الاجمالي، فتبدأ معدلات البطالة في الانخفاض …. وهكذا تبدأ مرحلة الانتعاش مرة أخرى كما في الشكل.
لا تستطيع الحكومات الرأسمالية أن تمنع حدوث الدورات الاقتصادية ولكن أقصى ما يمكنها فعله هو محاولة التحكم في فترات مراحل الدورة الاقتصادية، فتحاول إطالة مدة مرحلتي الانتعاش والقمة، وتقليل مدة مرحلتي الركود والقاع … وذلك بإستخدام أدوات السياسة النقدية مثلاً كسعر الفائدة.