العولمة
يتحدث الكاتب عن العولمه من زوايا غير مرئية ففى بدايه الكتاب يوضح أن فكرة العولمة هى ازدياد العلاقات المتبادلة بين الأمم سواء المتمثلة فى تبادل السلع والخدمات أو فى انتقال رؤوس الاموال أو فى انتشار المعلومات والأفكار أو تاثر أمة بقيم وعادات غيرها من الأمم. ويوضح الكاتب أن اليوم ستحل الشركات متعدية الجنسيات تدريجيًا محل الدولة والسبب فى ذلك التقدم التقنى وزيادة الإنتاجية والحاجة إلى أسواق أوسع. الأمر الذى يجعل هذا الاقتصاد “العالمى” الذى يريدون عولمته بإزالة الحدود الحمائية لدول الجنوب مقبرة لاقتصاداتنا ومأتمًا للرشد الاقتصادى، ناهيك عن العدالة الاجتماعية، وبالتالى أصبح العالم كله مجال للتسويق سواء كان تسويقًا لسلع تامة الصنع أو تسويقًا لمستخدمات وعناصر إنتاج أو تسويقًا لمعلومات وأفكارز ويوضح الكاتب أن العولمة فى الحقيقة عولمة نمط معين من الحياة بإستخدام مختلف وسائل القهر المادى والسياسى والنفسى والعقلى لتصدير ما هو خاص على أنه إنسانى وعام. فالعولمه هى حضارة بعينها”حضاره تفكيكية”، هذه الحضارة هى بدورها تعبير عن ثقافة أمة معينة أو ثقافة مجموعة معينة من الأمم-فرضت نفسها على أمم أخرى ولكن هذا وحده لا يجعلها تستحق وصف الإنسانية أو العالمية إنها طور الاجتياح الذى يطمع فى صب العالم داخل القالب الغربى على مختلف الميادين ومع أن العولمة تفسح مجالًا أوسع لتطبيق العلم والتقدم التقنى ولكنها قد تبعدنا كثيرًا عن العقلانية
هذا الكتاب يوكد معنى أننا مع العالمية وليس العولمة حيث الاستلاب الحضارى واجتياح الشمال للجنوب .. اجتياح الحضاره الغربية ممثلة فى النموذج الأمريكى للحضارات الأخرى.. وأننا ليس بيننا وبين الأنسان الغربى أو العلم الغربى مشكلة وإنما تكمن المشكلة فى المشروع الغربى والأمريكى بالدرجة الأولى، وأن العالم تحول ألى قرية عالمية ولكن مع إيديولوجية هيمنة العولمة الغربية لا تجعل بيوت هذه القرية وسكانها سواء، لأنها تريد سيادة التوازن القوى وهو مختل خللا فاحشا بدلا من توازن المصالح والثقافات والحضارات الذى يحقق “العالمية الإنسانية” فبدلا من “العولمه الغربيه نحن نريد القرية العالمية التى يسودها هذا التوازن فى المصالح والتفاعل فى الثقافات أى جعل العالم منتدى حضارات تتفاعل فيما هو مشترك إنسانى عام وتتمايز فى الهويات الحضارية والخصوصيات الثقافية لتتدافع لأمم وتتسابق وتتعاف بدلا من الصراع والهيمنة والقهر و الاستغلال فموقفنا يجب أن يكون ضد “القرية المعولمة” ومع “القرية العالمية
اسم الكاتب: جلال أمين
دار النشر: دار الشروق